هل تحب الشعور بالخوف؟
وقبل أن تجيب يجب أن تأخذفكرة عن سيكولوجيا الرعب في النفوس البشرية، حتى تتيقن من صدق إجابتك الذاتيةمع نفسك.
إن الرعب – يا صديقي – هو اللذة الحريفة التي يبحث عنهاكل فرد منا داخل نفسه حينما تأتي روح التحدي والمغامرة تفرض نفسها عليه من خلال تصرف معين غير منطقي، تدفعك إليه نفسك لبلوغ غاية نفسية وفسيولوجية معينة.
شاهدت منذ فترة ليست بالقصيرة فيلماً أمريكياً يحكي عن فتاة تحيا حياة عادية، ولكنها تبحث عن عناصر الإثارة في الحياة بمختلف الطرق، وبالتحديد الإثارة الحريفة التي تحرك القلب والمشاعر، فانطلقت لتعلم القفز بالمظلات كهواية تتطلب تحدي خاص.
وفي نفس المدينة كان هناك مليونير يمتلك نفس الهوايةالحريفة وإن كان تطبيقه لها على نحو أكثر جنوناً، فكان يدخل بسيارته الفارهة وبذلته الفاخرة حي هارلم – حيالزنوج في أمريكا – معرضاً نفسه لخطر الموت بدون أنيشعر به أحد، ولكنه يقاوم مهاجمه بصورة انتحارية فيها جرأة شديدة ويتغلب عليهم و يأخذ سلاحه أيضاً كتذكار لمغامرته.
ويجتمع الاثنان – الشاب والفتاة – على هذه الهواية ويندمجا فيها حتى النخاع، فيحاولا الوقوف على أعمدة خرسانية لناطحة سحاب تحت الإنشاء، ويحاولا العبث معثعبان الكوبرا، ويقفزا من الطائرة بالمظلات ولا يفتحاالمظلات إلا بعد الحد الآمن من الارتفاع، يظلا على هذا المنوال حتى تأتي لحظة مجنونة يقررا فيها سرقة بنك، من باب المغامرة فقطوليس من باب الإجرام فيكتشفهما الحارس، فيقتله الشاب .. ويبدأ السقوط.
القصة طريفة ومثيرة، ولكنها كشفت لي عن جانب مدهش للغاية في شخصية الإنسان.. ذلك الذي يعشق الخوف.
المغامرة الآمنة
هناك فئة ليست قليلة من الشباب والمراهقين يسعى حثيثاً إلى الاستمتاع بهذه اللذة الحريفة على نحو أو آخر في حياته، فترى الشاب حريصاً على مشاهدة أفلام الرعب شديدة الإثارة، ورؤية المشاهد البشعة الحقيقية والتمثيلية، والسير بالسيارة على سرعة تتجاوز الـ 160 كم في الساعة، ودخول بيت الرعب في مدينة الملاهي، وركوب القطار المجنون الذي يسير بسرعة 360 كم في الساعة.
هذا كله يصب في بوتقة واحدة هي بوتقة المغامرة الآمنة التي تقوم بها وأنت جالس على كرسي السينما، فتعيش مع أبطال الفيلم أحداثالفيلم الشيق المثير المخيف، ويتجمد الدم في عروقك، ولكن لم يلبث الفيلم أن ينتهي وتنهض أنت ذاهباً بعدأن تطلق زفرة استمتاع (أووووه – واوووو – إييييييه) مفادها أنك استمتعت بهذا العرض، وأنك هنا آمناً مطمئناً بعيداً عن أحداث العنف الحقيقية التي كنت تشاهدها منذ قليل.
البحث عن انتصار
ثقافة الخوف في النفس البشرية لها جانب تحفيزي على النفس، في أن تتغلب على عقبة ما في شخصيتك، وإيحاء أنك تصبح أقوى حينماتتعرض لمؤثرات قوية مخيفةعلى النفس وتتطلب منك ثبات.
فحينما تشاهد مشهداً دموياً لأحد وهو يُقتل مثلاً هذا أمر مخيف ولا تتحمله النفس العادية، وربما تنهار من رؤيته بعض الفتيات، أو الشباب مرهف الحس، فأنا على سبيل المثال كان لي تجربة في هذا الشأن، وكانت أول مرة لي أرى فيها شخص حي يُذبح، فارق النوم عيني ليلتين متواصلتين، ولكن كان داخلي حافز قوي يدفعني إلى المشاهدة، بدعوى أن أكون أكثر شجاعة أو تصبح أعصابي أشد قوة، أو أعطي لنفسي خلفية عن هذه المشاهد حتى إذا تعرضت لها يوماً ما – في الجهاد مثلا – أثبت ولا أجبن.
هذا ما كنت أحاول إقناع نفسي به، وحتى الآن لا أدريما هو السبب اليقيني الذي دفعني إلى مشاهدة هذه المشاهد البشعة التي لا أقربها ولا أحاول النظر إليها الآن .. أعود فأقول .. ربما هي مرحلة المراهقة، التي يكون فيها الشاب يسعي إلى جمع أكبر قدر ممكن من الانتصارات لإكساب الشخصية قوة، وتزكية عنصرالثقة بالنفس أكثر وأكثر.
هرمون الأدرينالين
هو هرمون الحياة في النفس البشرية، موقعه في الغدة فوق الكلوية، به يستدل الكلب بغريزته عن مدى خوفك منه أو اطمئنانكمنه، ومنه يستنتج مدى مصداقيتك وأمانتك، وذلك حينما يأتي ليشم ما بين فخذيك.
هذا الهرمون هو الهرمون الذي مع إفرازه تزداد ضرباتالقلب سرعة، ويجف اللعاب، وترتفع الدماء إلى وجه المرء، ولكن مع انتهاء فورته وانحسار القلق والإثارة يُفرز اللعاب بكثرة مرة أخرى في الفم منبئاً إياك عن انتهاء الأزمة العصبية التي كنت تتعرض لها.
هرمون الأدرينالين هو الهرمون الذي يحول الشخص العادي في لحظة إلى سوبر مان، فسمعنا عن امرأة ترفع عن ولدها شجرةسقطت على قدمه تزن أطناناً، وعن أخرى ظلت رافعة سيارة عن جسد ولدها لأكثر من نصف ساعة حتى وصلت قوات الإسعاف، وغيرهوغيره من المواقف.
هذا الهرمون في رأيي هو هرمون الإثارة الذي يبحث الشباب عن مذاقه، فبسببه رأيت مجموعة من الشباب يتسابقون بالدراجات البخارية (موتوسيكلات) في الطرق السريعة ويقومون بعمل الكثير من الحركات البهلوانية بطريقة أنا شعرت بها بمذاق الأدرينالين في خلاياي،فكيف بهم؟
الكثير والكثير من الناس يبحث عن هذه المتعة الحريفة – متعة الخوف – ولكنها تختلف من شخص لآخر، فمنهم من يتحول إلى مجرم عتيّ الإجرام، ومنهم من يصبح مغامراً مشهوراً يُشار إليه بالبنان .. ولكن في جميع الحالات هي حالة فريدةلدى النفس البشرية العجيبة التي تبحث فيها عن التلذذ بالخوف.
وقبل أن تجيب يجب أن تأخذفكرة عن سيكولوجيا الرعب في النفوس البشرية، حتى تتيقن من صدق إجابتك الذاتيةمع نفسك.
إن الرعب – يا صديقي – هو اللذة الحريفة التي يبحث عنهاكل فرد منا داخل نفسه حينما تأتي روح التحدي والمغامرة تفرض نفسها عليه من خلال تصرف معين غير منطقي، تدفعك إليه نفسك لبلوغ غاية نفسية وفسيولوجية معينة.
شاهدت منذ فترة ليست بالقصيرة فيلماً أمريكياً يحكي عن فتاة تحيا حياة عادية، ولكنها تبحث عن عناصر الإثارة في الحياة بمختلف الطرق، وبالتحديد الإثارة الحريفة التي تحرك القلب والمشاعر، فانطلقت لتعلم القفز بالمظلات كهواية تتطلب تحدي خاص.
وفي نفس المدينة كان هناك مليونير يمتلك نفس الهوايةالحريفة وإن كان تطبيقه لها على نحو أكثر جنوناً، فكان يدخل بسيارته الفارهة وبذلته الفاخرة حي هارلم – حيالزنوج في أمريكا – معرضاً نفسه لخطر الموت بدون أنيشعر به أحد، ولكنه يقاوم مهاجمه بصورة انتحارية فيها جرأة شديدة ويتغلب عليهم و يأخذ سلاحه أيضاً كتذكار لمغامرته.
ويجتمع الاثنان – الشاب والفتاة – على هذه الهواية ويندمجا فيها حتى النخاع، فيحاولا الوقوف على أعمدة خرسانية لناطحة سحاب تحت الإنشاء، ويحاولا العبث معثعبان الكوبرا، ويقفزا من الطائرة بالمظلات ولا يفتحاالمظلات إلا بعد الحد الآمن من الارتفاع، يظلا على هذا المنوال حتى تأتي لحظة مجنونة يقررا فيها سرقة بنك، من باب المغامرة فقطوليس من باب الإجرام فيكتشفهما الحارس، فيقتله الشاب .. ويبدأ السقوط.
القصة طريفة ومثيرة، ولكنها كشفت لي عن جانب مدهش للغاية في شخصية الإنسان.. ذلك الذي يعشق الخوف.
المغامرة الآمنة
هناك فئة ليست قليلة من الشباب والمراهقين يسعى حثيثاً إلى الاستمتاع بهذه اللذة الحريفة على نحو أو آخر في حياته، فترى الشاب حريصاً على مشاهدة أفلام الرعب شديدة الإثارة، ورؤية المشاهد البشعة الحقيقية والتمثيلية، والسير بالسيارة على سرعة تتجاوز الـ 160 كم في الساعة، ودخول بيت الرعب في مدينة الملاهي، وركوب القطار المجنون الذي يسير بسرعة 360 كم في الساعة.
هذا كله يصب في بوتقة واحدة هي بوتقة المغامرة الآمنة التي تقوم بها وأنت جالس على كرسي السينما، فتعيش مع أبطال الفيلم أحداثالفيلم الشيق المثير المخيف، ويتجمد الدم في عروقك، ولكن لم يلبث الفيلم أن ينتهي وتنهض أنت ذاهباً بعدأن تطلق زفرة استمتاع (أووووه – واوووو – إييييييه) مفادها أنك استمتعت بهذا العرض، وأنك هنا آمناً مطمئناً بعيداً عن أحداث العنف الحقيقية التي كنت تشاهدها منذ قليل.
البحث عن انتصار
ثقافة الخوف في النفس البشرية لها جانب تحفيزي على النفس، في أن تتغلب على عقبة ما في شخصيتك، وإيحاء أنك تصبح أقوى حينماتتعرض لمؤثرات قوية مخيفةعلى النفس وتتطلب منك ثبات.
فحينما تشاهد مشهداً دموياً لأحد وهو يُقتل مثلاً هذا أمر مخيف ولا تتحمله النفس العادية، وربما تنهار من رؤيته بعض الفتيات، أو الشباب مرهف الحس، فأنا على سبيل المثال كان لي تجربة في هذا الشأن، وكانت أول مرة لي أرى فيها شخص حي يُذبح، فارق النوم عيني ليلتين متواصلتين، ولكن كان داخلي حافز قوي يدفعني إلى المشاهدة، بدعوى أن أكون أكثر شجاعة أو تصبح أعصابي أشد قوة، أو أعطي لنفسي خلفية عن هذه المشاهد حتى إذا تعرضت لها يوماً ما – في الجهاد مثلا – أثبت ولا أجبن.
هذا ما كنت أحاول إقناع نفسي به، وحتى الآن لا أدريما هو السبب اليقيني الذي دفعني إلى مشاهدة هذه المشاهد البشعة التي لا أقربها ولا أحاول النظر إليها الآن .. أعود فأقول .. ربما هي مرحلة المراهقة، التي يكون فيها الشاب يسعي إلى جمع أكبر قدر ممكن من الانتصارات لإكساب الشخصية قوة، وتزكية عنصرالثقة بالنفس أكثر وأكثر.
هرمون الأدرينالين
هو هرمون الحياة في النفس البشرية، موقعه في الغدة فوق الكلوية، به يستدل الكلب بغريزته عن مدى خوفك منه أو اطمئنانكمنه، ومنه يستنتج مدى مصداقيتك وأمانتك، وذلك حينما يأتي ليشم ما بين فخذيك.
هذا الهرمون هو الهرمون الذي مع إفرازه تزداد ضرباتالقلب سرعة، ويجف اللعاب، وترتفع الدماء إلى وجه المرء، ولكن مع انتهاء فورته وانحسار القلق والإثارة يُفرز اللعاب بكثرة مرة أخرى في الفم منبئاً إياك عن انتهاء الأزمة العصبية التي كنت تتعرض لها.
هرمون الأدرينالين هو الهرمون الذي يحول الشخص العادي في لحظة إلى سوبر مان، فسمعنا عن امرأة ترفع عن ولدها شجرةسقطت على قدمه تزن أطناناً، وعن أخرى ظلت رافعة سيارة عن جسد ولدها لأكثر من نصف ساعة حتى وصلت قوات الإسعاف، وغيرهوغيره من المواقف.
هذا الهرمون في رأيي هو هرمون الإثارة الذي يبحث الشباب عن مذاقه، فبسببه رأيت مجموعة من الشباب يتسابقون بالدراجات البخارية (موتوسيكلات) في الطرق السريعة ويقومون بعمل الكثير من الحركات البهلوانية بطريقة أنا شعرت بها بمذاق الأدرينالين في خلاياي،فكيف بهم؟
الكثير والكثير من الناس يبحث عن هذه المتعة الحريفة – متعة الخوف – ولكنها تختلف من شخص لآخر، فمنهم من يتحول إلى مجرم عتيّ الإجرام، ومنهم من يصبح مغامراً مشهوراً يُشار إليه بالبنان .. ولكن في جميع الحالات هي حالة فريدةلدى النفس البشرية العجيبة التي تبحث فيها عن التلذذ بالخوف.
الأربعاء سبتمبر 04, 2013 12:48 pm من طرف المدير العام
» عناوين الصحف الرياضيه الصادره اليوم الاربعاء4سبتمبر2013
الأربعاء سبتمبر 04, 2013 12:44 pm من طرف المدير العام
» عناوين الصحف العربيه الصادره صباح اليوم الثلاثاء3سبتمبر2013
الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 3:29 pm من طرف المدير العام
» ابرز ماجاء في صحف الخرطوم صباح اليوم الثلاثاء3سبتمبر2013
الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 3:26 pm من طرف المدير العام
» عناوين الصحف الرياضيه ليوم الثلاثاء3سبتمبر2013
الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 3:22 pm من طرف المدير العام
» عناوين الصحف الرياضيه الصادره في الخرطوم صباح الاثنين2سبتمبر2013
الإثنين سبتمبر 02, 2013 1:03 pm من طرف المدير العام
» ابرز عناوين الصحف السودانيه الصادر صباح الاثنين2سبتمبر2013
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:58 pm من طرف المدير العام
» عناوين الصحف السودانيه الصادره اليوم الثلاثاء27اغسطس2013
الثلاثاء أغسطس 27, 2013 3:24 pm من طرف المدير العام
» ابرزعناوين الصحف السودانيه الصادره في الخرطوم صباح اليوم الاثنين26اغسطس2013
الإثنين أغسطس 26, 2013 3:22 pm من طرف المدير العام