منتديات شعيريه ام ضل



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات شعيريه ام ضل

منتديات شعيريه ام ضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات شعيريه ام ضل

ابتسم انت في ام ضل بلد الخير والطيبه

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة

» اهم ماورد في صحف الخرطوم الصادره اليوم الاربعاء4سبتمبر2013
اسماء الله الحسنى Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 04, 2013 12:48 pm من طرف المدير العام

» عناوين الصحف الرياضيه الصادره اليوم الاربعاء4سبتمبر2013
اسماء الله الحسنى Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 04, 2013 12:44 pm من طرف المدير العام

» عناوين الصحف العربيه الصادره صباح اليوم الثلاثاء3سبتمبر2013
اسماء الله الحسنى Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 3:29 pm من طرف المدير العام

» ابرز ماجاء في صحف الخرطوم صباح اليوم الثلاثاء3سبتمبر2013
اسماء الله الحسنى Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 3:26 pm من طرف المدير العام

» عناوين الصحف الرياضيه ليوم الثلاثاء3سبتمبر2013
اسماء الله الحسنى Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 3:22 pm من طرف المدير العام

» عناوين الصحف الرياضيه الصادره في الخرطوم صباح الاثنين2سبتمبر2013
اسماء الله الحسنى Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 02, 2013 1:03 pm من طرف المدير العام

» ابرز عناوين الصحف السودانيه الصادر صباح الاثنين2سبتمبر2013
اسماء الله الحسنى Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 02, 2013 12:58 pm من طرف المدير العام

» عناوين الصحف السودانيه الصادره اليوم الثلاثاء27اغسطس2013
اسماء الله الحسنى Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 27, 2013 3:24 pm من طرف المدير العام

» ابرزعناوين الصحف السودانيه الصادره في الخرطوم صباح اليوم الاثنين26اغسطس2013
اسماء الله الحسنى Icon_minitimeالإثنين أغسطس 26, 2013 3:22 pm من طرف المدير العام

سبتمبر 2024

الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية


    اسماء الله الحسنى

    المدير العام
    المدير العام
    المدير العام


    الابراج الابراج : السمك عدد المساهمات : 443
    تاريخ التسجيل : 30/03/2013
    العمر : 45
    الموقع : https://shyrha.yoo7.com/forum

    اسماء الله الحسنى Empty اسماء الله الحسنى

    مُساهمة من طرف المدير العام الجمعة يوليو 19, 2013 4:26 am

    اسماء الله الحسنى› الله الحسني› الرحمن - الرحيم
    Share
    الرحمن - الرحيم
    )الرحمن( اسم مشتق من الفعل )رحم(، والرحمة في اللغة هي الرقة والتعطف والشفقة، وتراحم القوم أي رحمبعضهم بعضا والرحم القرابة.
    الرحمن اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتق من الرحمن وهو اسم مختص بالله تعالى لا يجوز أن يسمى به غيره، فقد قال عز وجل: )قل ادعو الله أو أدعوالرحمن( معادلا بذلك اسمه الرحمن بلفظ الجلالة الذي لا يشاركه فيه أحد، ورحمن على وزن فعلان وهيصيغة مبالغة تدل على الكثرة والزيادة في الصفة
    و)الرحيم( .. اسم مشتق أيضا من الفعل رحم .. والرحمن الرحيم من صيغ المبالغة .. يقال راحم ورحمن ورحيم .. فإذا قيل راحم فهذا يعني أن فيه صفة الرحمة .. وإذا قيل رحمن تكون مبالغة فيالصفة، وإذا قيل رحيم فهي أيضا مبالغة في الصفة، واللهسبحانه وتعالى رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.
    ولا يظن أحد أن صفات الله سبحانه وتعالى تتأرجح بين القوة والضعف، وإياك أن تفهم أن الله تأتيه الصفة مرة قليلة ومرة كثيرة، بل هي صفات الكمال المطلق .. ولكن الذي يتغير هو متعلقات هذه الصفات. اقر قول الحق تبارك وتعالي:
    }إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِمِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا{ )سورة النساء ـ 40(
    هذه الآية الكريمة .. نفت الظلم عن الله سبحانه وتعالىثم تأتي الآية ونلاحظ هنا استخدام صيغة المبالغة)ظلام( .. أي شديد الظلم. ويظن البعض أن قول الحق سبحانه وتعالى: )ليس بظلام( لا تنفي الظلم ولكنها تنفي المبالغة في الظلم. نقول لهؤلاء أنكم لمتفهمواالمعنى الصحيح ؛ لأنالله سبحانه وتعالى لا يظلم أحدا. فالآية الأولى نفت الظلم عن الحق تبارك وتعالى ولو مثقال ذرة بالنسبة للعبد.
    والآية الثانية لم تقل للعبد ولكنها قالت للعبيد .. والعبيد هم كل خلق الله .. فلو أصابكل واحد منهم أقل من ذرة من الظلم مع هذه الأعداد الهائلة، فإن الظلم يكون كثيرا جدا، ولو أنه قليل في كميته؛ لأن عدد من سيصاببه هائل. ولذلك فإن الآية الأولى نفت الظلم عن الله سبحانه وتعالى، والآية الثانية نفت عنه الظلم أيضا .. ولكن صيغة المبالغة استخدمت لكثرةعدد الذين تنطبق عليهم الآية الكريمة.
    نأتي بعد ذلك إلي رحمن ورحيم
    رحمن في الدنيا لكثرة عدد الذين تشملهم رحمته فيها،فرحمة الله في الدنيا تشمل المؤمن والعاصي والكافر .. يعطيهم الله مقومات حياتهم ولا يؤاخذهم بذنوبهم، يرزق من آمن به ومن لم يؤمن به، ويعفو عن كثير. إذن عدد الذين تشملهم رحمة الله في الدنيا هم كل خلق الله بصر النظر عن إيمانهم أو عدم إيمانهم، ولكن في الآخرة الأمر مختلف، فالله رحيم بالمؤمنين فقط .. فالكفار والمشركون مطرودون من رحمة الله. إذن الذين تشملهم رحمة الله في الآخرة أقل عددا من الذين تشملهم رحمته في الدنيا .. فمن أين تأتي المبالغة؟
    تأتي المبالغة في العطاء وفي الخلود في العطاء .. فنعم الله في الآخرة اكبر كثيرا منها في الدنيا .. المبالغة هنا بكثرة النعم وخلودها .. فكأن المبالغة في الدنيا بعمومية العطاء، والمبالغة في الآخرة بخصوصية العطاء وكثرةالنعم والخلود فيها. والرحمة الإلهية تشمل ثناياها العديد من الصفات، فمن رحمة الله تبارك وتعالى أنه الغفار .. الوهاب .. الرزاق .. الشكور .. الكريم .. الواجد..التواب .. العفو.. الهادي. ورحمة الحق جل وعلا تغمر المخلوقات جميعا منذ أن خلقها وإلي أن نقف بين يديه، فيدخلها جنته أو يذيقها عذابه. وإذا تأملنا الكون المحيط بناتجلت لنا رحمة الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة..
    فالحق تبارك وتعالى كان رحيما بنا حين خلقنا من العدم المطلق، ودون أن يكون لنا سابقة وجود، ودون أن نطلبمنه ذلك، كما قال جل وعلا:
    }هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا"1"{ )سورةالإنسان(
    وكان رحيما بنا حين أعد لنا هذا الكون الفسيح ، موفرا لنا كل مقومات الحياة من قبل أن نظر في مرآة الوجود. فالشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض، وهذا البعد الثابت يضمن لنا قدرا ثابتا من الحرارة .. لا يزيد فتقتلنا الحرارة ، ولاينقص فتقتلنا البرودة، والهواء يحيط بنا ويحوي الأوكسجين اللازم لعملية التنفسوأكسدة المواد الغذائية كي تنطلق الطاقة التي تكفل للجسم القيام بوظائفه ، والماء الذي يمثل معظم مساحة الكرة الأرضية بما له من وظائف غير محصورة في جسم الإنسان، هذا فضلا عن استخدامه في الطهارة التي تقي الإنسان شر الأمراض والآفات.
    ومن رحمته عز وجل أنه جعل في الهواء من الخاصية ما يمكنه من حمل الطيور الطبيعية والصناعية وهي الطائرات التي ابتكرها الإنسانفي العصر الحديث! وجعل في الماء من الخاصية ما يمكنه من حمل السفن العملاقة التي تحمل الناس بأمتعتهم مئات بل آلافا منالأميال إلي أماكن لم يكونوا بالغيها إلا بشق الأنفس أو غير بالغيها أبدا. فالحق جل وعلا كان يعلم أزلا أن الأرض سوف تعمر بنسل آدم وسيصبح من الضروري أن تستجد وسائل مواصلات أكثرقوة وسرعة تسهل عليه التنقل عبر المسافات المتباعدة ، فلولا الطائرات والسفن ما كان الإنسان ليصل إلي الأمريكتين أو إلي قارة أستراليا مثلا .. وما كان التعامل بين دول العالم ليصل إلي ما وصل إليه.
    إنمرحلة إعداد الكون لم تكنمصورة فقط على توفير مقومات الحياة البدائية التي عاشهاالإنسان في بدء الخليقة .. بل إن الحق جل وعلاقد وضع في الكون عناصر ومواد، وهويعلم أن استخدامها سيحين بعد آلاف أو ملايين من السنين حينما يزحف العمران على سطحالكرة الأرضية. خذ على سبيل المثال عنصر البترول الذي يمثل أهم مصادر الطاقة والذيتستخدمه الطائرات والسيارات والماكينات المختلفة في دورتها الحركية.
    انظر إليسائر العناصر التي استخدمها الإنسان في صناعة المبتكرات الحديثة .. هل وجدت هذهالعناصر في باطن الأرض بمحض الصدفة .. إنه الجهل بعينه أن نتصور كما تصور الشيوعيونأنها موجودة بالصدفة المحضة .. لأن الحقيقة التي قررها القرآن الكريم ويقبلها العقلوتطمئن لها الفطرة السليمة .. هي أن الله تبارك وتعالى هو الذي خلق هذه العناصر،فقد قال جلوعلا:
    }اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ"62"{ )سورة الزمر(
    وبعد أن خلقها ادخرها في باطن الأرض حتى يمكنالإنسان من الاستفادة بها في وقت الحاجة إليها .. وحتى يستطيع بني آدم التواؤم معالظروف الجديدة والمتمثلة في زيادة أعدادهم وانتشارهم عبر جميع بقاع الكرة الأرضية.وإذا تساءلنا: هل كان الإنسان ليستطيع أن ينتقل بين أماكن بينها آلاف الأميال لولاوسائل المواصلات الحديثة؟ وهل كان يستطيع الاتصال بأبناء جنسه المقيمين بالأقطارالمختلفة لولا أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية؟
    بالطبع ما كان الإنسانليستطيع ذلك لولا وسائل المواصلات وأجهزة الاتصال ..وما كان أيضا ليستطيع أن يتوصلإلي هذه الاختراعات المبتكرة لولا وجود هذه العناصر التي تدخل في تكوينها .. والتيأعدها الله جل وعلا برحمته سلفا وادخرها في باطن الأرض حتى يحين وقت استخدامها.وبعد أن أعد لنا عز وجل هذا الكون، أعد لنا في بطون أمهاتنا رحما رحيما بنا يأتينافيه الرزق .. بلا حول ولا قوة.. رزقا منه تبارك وتعالى بلا تعب ولا مقابل .. ومن رحمته جل وعلا أنه ينبت لنا من الأرضالجدباء طعاما نأكله وفي ذلك يقول تبارك وتعالى:
    }فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ{ )سورة الروم ـ50(
    ومن رحمته أنه جعل لنا الليل سكنا لنجد فيه الراحة والسكينة بعدعناء العمل، وجعل لنا النهار للسعي والعمل واكتساب القوت فقالعز وجل:
    }وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَوَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْتَشْكُرُونَ{ )سورة القصص ـ73(
    ومن رحمته أنه أرسل الرسل بالرسالات السماويةإلي الناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلي النور، وأرسل رسوله محمدا عليه افضل الصلاةوأتم التسليم خاتم الأنبياء والمرسلين بالهدى ودين الحق ليكون رحمة للعالمين، فيقولتعالى:
    }وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"155"{ )سورة الأنعام(
    ويقول سبحانه:
    }أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"63"{ )سورة الأعراف(
    ويقول عز وجل:
    }وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"204"{ )سورةالأعراف(
    فالقرآن الكريم الذي أنزل على خاتم النبيين والمرسلين هوالرحمة العظمى التي جاد بها الله عز وجل على بني آدم، فمنهم من قبلها ومنهم منأعرض. القرآن الكريم هو الذي أخرج المؤمنين من ظلمات الجهل إلي نور الإيمان، ونقلهممن العقائد الواهية التي بنيت على الوهموالظن إلي عقيدة قويمة بنيت على اليقينالذي لا يقبل الشك. فمن آمن بالقرآن الكريم واتبع أوامره وانتهى عن نواهيه كان لهنورا وشفاء ورحمة، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى:
    }وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْوَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ{ )سورة النحل ـ 89(
    ويقول سبحانه:
    }وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَايَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا{ )سورة الإسراء ـ 82(
    ويقول تباركوتعالى:
    }وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"52"{ )سورة الأعراف(
    ويقول الحق سبحانه:
    }الم )1( تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ )2( هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ )3( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَوَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)4({ )سورةلقمان)
    ويقول جل جلاله:
    }أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ{ )سورة الأنعام ـ 157(
    ومن رحمته جل وعلا أنه بينلنا موجبات رحمته، وعرفنا السبيل إلي استجلابها، فقال تعالى:
    }وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{ )سورة الأعراف ـ 56(
    فأوضح بذلك أن رحمته تباركوتعالى تكون قريبا من عباده المؤمنين به، الطائعينله .. فهؤلاء يتغمدهم برحمته .. فينجيهم من كروب الدنيا ويبعثهم يوم القيامة .. يومالفزع الأكبر .. آمنين. ألم ينج الله عز وجل هودا عليه السلام من قوم عاد بعد أنكفروا بما جاءهم من عقيدة التوحيد واتهموه بالسفاهة وكادوا يفتكون به وبمن اتبعه منالمؤمنين؟ وفي ذلك يقول عزوجل:
    }فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ"72"{ )سورةالأعراف(
    وصالح عيه السلام حين أمر قومه ألا يقربوا الناقة وأن يذروهاتأكل في أرض الله ولا يمسوها بسوء فعقروها فأصابتهم الصيحة ونجى الله صالحا ومن آمنمعه
    كما قال عز وجل عن شعيب عليه السلام:
    }ولماوَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ"94"{ )سورة هود(
    ولعلنالا ننسى في هذا المدارأهل الكهف وكيف أن الله تبارك وتعالى قد جعلهم عبرةودليلاعلى أن الإيمان القويم المصحوب بالصدق في القول والعمل يستجلب رحمة الله لتغمرالمؤمن به الملتزم بطاعته ولتجعل له الصعب سهلا. إن قصة أهل الكهف .. هي قصة كل قوميفرون من الطغاة الذين يحاولون حملهم قسراً على الكفر بالله .. فيفروا بدينهم..لقد اختبأ الفتية في كهف. إن الله سبحانه وتعالى يصفهم في كتابه الكريم بقوله:
    }نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى{ )سورة الكهفـ من الآية 13(
    وبهذه الصفة علمنا أن أهل الكهف .. لم يكونوا منالشيوخ الضعفاء أو مجموعة من النساء .. إنما هم فتية .. أي فيهم شباب وفتوة، وأنهمآمنوا بربهم .. أي أنهمفتية مؤمنون بالله .. وأن الله سبحانه وتعالى ـ لما آمنوابه ـ زادهم إيمانا وهدى من عنده .. فالله جل جلاله يزيد المؤمن إيمانا .. ويعينهعلى الطريق مادام إيمانه صحيحا وقويا .. مصداقا لقول الحق سبحانه وتعالى:
    }وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ"17"{ )سورةمحمد(
    إن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلي أنه يعين المؤمن علىطريق الإيمان فيزيده من فضله. هؤلاء الفتية خافوا على دينهم وخافوا على عقيدتهم منأن يجبرهم حكامهم على عبادة غير الله .. ففروا بدينهم إلي كهف في الجبل .. يختبئونفيه من الطغاة الكفرة .. والكهف مكانضيق .. لا يستطيع الإنسان أن يمضي فيها إلاوقتا قصيرا .. واقرأ قول الحق جل وعلا:
    }وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْرَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا"16"{ )سورة الكهف(
    الحق سبحانه وتعالى يريد منا أننعلم .. أن هذا الكهف الضيق الذي ـ بكفرنا البشري وتفكيرنا المادي ـ نظن أنه سيضيقعليهم مكانا بمساحته الصغيرة .. وزمانا بأنه لا أحداث فيه .. هذا الكهف إن ضاقعليهم مساحة، فلن يضيق عليهم أنعاما .. فرحمة الله سبحانه وتعالى ستجعل هذا المكانالضيق يبدو رحبا واسعا .. فلا يحسون بضيق المكان والزمن يتوقف فيه فلا يحسون بضيقالزمان .. بلتأتي رحمة الله لتحيط بهم.
    إن هذا يلفتنا إلي أن كل من يفر بدينه..إلي مكان غير الذي يقيم فيها، ومهما كانهذا المكان ضيقا فإن الله برحمته يجعلهواسعا رحبا. فإن كان هذا المكان فيه ضيق في الرزق .. فتح الله للمستمسك بدينه منأبواب الرزق ما يجعله أغنى الأغنياء. وإذا كان هذا المكان يضيق بالغرباء .. أي لايرحب فيه بغريب .. وضع الله من رحمتهفي قلوب سكان هذا المكانما يجعلهم أشد الناسترحيبا به. وإن كان هذا المكان ضيقا بمن فيه أي مزدحما أوجد الله له مكانا متسعايعيش فيه.
    لقد غمر الله أهل الكهف برحمته مكافأة لهم على الفرار بدينهم .. فلميجعلهم يفكرون في أنهم مضطهدون حتى لا يعيشوا في قلق ورعب من أن يلحقبهم الطغاةالكفرة، أو يكتشفوا مخبأهم، كما أزال من حياتهم هم البحث عن الطعام والشراب ؛ لأنعملية البحث كانت ستعرضهم لظروف قاسية كل يوم .. هي أن يخرج أحدهم من الكهف ليأتيلهم بطعام وشراب، وهو يتلفت حوله خوفا من أن يراه أحد أعوان الطغاة، فيرشدهم إليالكهف.. أو أن يتتبعه أحد فيكشف سرهم .. لذلك ألقى عليهم)أمنه نعاسا( أي ألقىعليهم النوم في الكهف .. فلا يشعر بهم أحد، ولا يشعرونبالوقت .. ولا يحتاجون إليطعام وشراب.
    وهكذا نجاهم الله برحمته من كل ضيق دنيوي .. فلا هم أحسوا بضيقالمكان، ولا أحسوا بملل الزمان، ولا أحسوا بقلق توقع الخطر، ولاأحسوا بضيق حياتهم..بل الله تبارك وتعالى برحمته المطلقة اذهب الضيق تماما.. وكانت هناك آيات بقدرةالله تولتهم بعنايته ورحمته. ونبي الله أيوب عليه السلام حين اشتد عليه البلاءفالتزم الصبر ولم يخرج عن حدود الإيمان القويم فغمره الله برحمته ورفع عنه البلاءوأعادهإلي حال أحسن من حاله قبل البلاء.
    وفي ذلك يقول تبارك وتعالى:
    }فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ"84"{ )سورة الأنبياء(
    ويقول جل وعلا عن إدريس وإسماعيل وذاالكفل عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة وأتم التسليم:
    }وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِكُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ )85( وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ )86({ )سورة الأنبياء(
    ورحمة الله لا تقتصر علىالمؤمنين الطائعين فقط بل تمتد لتشمل ذريتهم منبعدهم تكريما لهم وسكينةلأنفسهم..وقد رأينا ذلك في قصة العبد الصالح والجدار والتي قال عنها المولى عز وجل:
    }وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا"82"{ )سورةالكهف(
    إن الآيات القرآنية الكريمة التيجعلت الإيمان بالله تباركوتعالى وطاعته سببا لاستجلاب رحمته عديدة .. فقدقال جل وعلا:
    }وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"132"{ )سورة آل عمران(
    وقال جل شأنه:
    }إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَاوَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ"109"{ )سورة المؤمنون(
    وقال سبحانه وتعالى:
    }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{)سورةالحجرات ـ 10(
    ولعل في سيرة المصطفى عليه افضل الصلاة وأتمالتسليم خير دليل على العلاقة الوطيدة بين إيمان العبد ودخوله في رحمة الله. فنبيناعليه الصلاة والسلام لا يضاهي في كمال إيمانه وشدة طاعته والتزامه. ولذلك كان صلىالله عليه وسلم مشمولا برعاية الله ورحمته في كل لمحة ونفس منذ أن شرف الوجودبمولده وإلي أن لقى ربه عز وجل .. ألم تشمله الرحمة الإلهية في الغار إذ أوشك أنيعثر عليه كفار قريش؟ وفي ذلك يقول تبارك وتعالى:
    }إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُاللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"40"{(سورة التوبة)
    ألم تشمله الرحمة حين التف الكفار حول داره يريدون قتلهوالخلاص من رسالته .. فأعمى الله عيونهم عنه وخرج آمنا مطمئنا إلي حيث غايته، وفيذلك يقول الحق جل وعلا:
    }وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ"9"{ )سورة يس(
    كم من المعاركالضارية خاضها المصطفى صلى اللهعليه وسلم وهو على رأس أصحابه، وكم من محاولة غادرةماكرة حاكها الكفار والمشركون للخلاص منه ومن رسالته .. ولكن هيهات .. هيهات أنيتحقق ما ينشدون. فالحق سبحانه وتعالى رحمة بالبشرية جمعاء شمل نبيه بعنايته ورحمتهوشمل الرسالة برعايته وحمايته، حتىيخرج الناس من الظلمات إليالنور وقد قال جلوعلا:
    }اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ )سورة التوبة ـ9(
    وقال سبحانه:
    }يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِبِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ{ )سورة الصف ـ8(
    ولم يكنرسول الله صلى الله عليه وسلم مشمولا برحمة الله فحسب .. بل كان هو نفسه رحمة تمشيعلى الأرض .. ومن يتتبع رسالته وما أحدثته في تاريخ العالم من تغيير سيدرك علىالفور أنه رحمة من الله للناس كافة وهذه الرحمة قد غمرت من آمن به ومن لم يؤمن وأناختلفت في القدر والكيف. وقد قال تعالى:
    }وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"107"{ )سورة الأنبياء(
    ومن رحمة المولىتبارك وتعالى أنه كتب على نفسه الرحمة كما ذكر في قوله تعالى:
    }قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ{ )سورةالأنعام ـ12)
    وكما قال سبحانه:
    }وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ{ )سورة الأنعام ـ 54(
    وهذه الكتابةلا تنفي أن الرحمة صفة أصلية له .. متعلقة بذاته .. ولكي نفهم ذلك ينبغي أن ندرك أنصفاتالله عز وجل لا ترغمه على أن يتصرف وفقا لها .. بمعنى أنه عز وجل رحيم،والرحمة صفة أصليه له، متعلقة بذاته .. ولكننا نرى أحيانا أنه ـ سبحانه ـ يعامل بعضمخلوقاته بلا رحمة؛ لأنه إن شاء ذلك فعل .. فهو سبحانه وتعالى لا يحكم على نفسهمعاملة خلقه بمنتهى الرحمة .. فكان الفرض منه وعليه، ورحمة الله قد وسعت كل شيء،فشملت المؤمن والكافر، المطيع والعاصي، الحيوان والنبات، بل وشملت الجماد أيضا..وقد قال جل وعلا:
    }وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَقَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ{ )سورة الأعراف ـ 156)
    وقال تعالى:
    }الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ{ )سورة غافر ـ 7(
    ولعلك تشعر بالرحمة الفياضة إذا تأملت قطة ترضع صغيرتها. أو أسدا يداعب شبله فيمعركة لا يلحق الصغير منها أذى .. إنهارحمة الله التي لم تترك صغيرة ولا كبيرة فيالكون إلا غمرتها. وقد قلنا مرارا إن الله عز وجل رحمن الدنيا ورحيم الآخرة..فرحمانيته في الدنيا شملت جميع خلقه .. المؤمن والكافر والطائع والعاصي .. بينمايختلف الأمر في الآخرة، إذ أن رحمته ستشمل المؤمن فقط .. فكما شملتهم في الدنياباسمه )الرحمن( فإنه سوف يشملهم في الآخرة باسمه)الرحيم( فيغفر لهم خطاياهمويرحمهم ويدخلهم جنته برحمته، وفي ذلك يقول جل وعلا:
    }وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{ )سورة التوبة ـ 71(
    ويقول سبحانه:
    }فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا{ )سورة النساء ـ 175(
    ويقول وقولهالحق:
    }وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌلَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِيرَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ{)سورة التوبة ـ 99(
    وإذا تتبعنا اسمه عز وجل)الرحمن( في الآياتالقرآنية التي ورد فيها وكذلك إذا تتبعنا اسمه )الرحيم( لتأكد لدينا أنه رحمنالدنيا ورحيم الآخرة. خذ على سبيل المثال قوله تعالى:
    }يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا)44( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )45("45"{ )سورة مريم(
    لقدورد اسم )الرحمن( في الآيتين السابقتين ولم يرد اسمالرحيم .. وذلك لأن رحمانيةالله في الدنيا شملت جميع خلقه. ولو لم تشملهم جميعا لما أمهل الله عز وجلالشيطانإلي يوم القيامة، ولما أمهل آزر رغم أنه متمسك بشركه وكفره .. وتأمل أيضا قولهتعالى:
    }كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ{ )سورة الرعد ـ 30(
    فعلى الرغم من كفر الكافرين، وضلال الضالين..تجد أن الحق جل وعلا يشملهم برحمانيته فيمهلهم ويمد لهم في الوقت لعلهم يذكرونأو يخشون. وبينما تدل الآيات التي ورد فيها اسم الرحمن على شمول الرحمانية لجميعالمخلوقات في الدنيا، نجد أن اسم )الرحيم( لا يرد في الغالب إلا مع المؤمنينالطائعين أو التائبين النادمين ويتجلى ذلك في قوله تعالى:
    }إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{ )سورة البقرة ـ 160(
    وقوله سبحانه:
    }إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ{ )سورة البقرة ـ 218(
    وقوله تعالى:
    }فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"192"{ )سورة البقرة(
    ومنكمال رحمته جل وعلا أنه لا يأخذ الكافر والمشرك والعاصي بذنوبهم على الفور.. بليمد لهم ويمهلهم لعلهم يرجعون. وفي ذلك يقول تبارك وتعالى:
    }وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَاكَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا"45"{ )سورةفاطر(
    يأخذ الجميع ثم يتغمد عباده برحمته .. فيقيهم عذاب ناره، ويسكنهمفسيح جناته. وإن كانت رحمة الله عز وجل عامة شاملة في الدنيا كما أوضحنا .. فهذا لاينفي أن المؤمن يختص منها بنصيب متميز. فالرحمن بالكفار والعصاة تتجلى في إبقاءالله لهم وإمهالهم إلي أن يحين أجلهم .. ويتجلى أيضافي أن الله تبارك وتعالى لايرحمهم من نعمه. أما رحمة الله بالمؤمن .. فهي الحياة الكريمة الهادئة المستقرة فيالدنيا والآخرة .. إنها الحياةالتي ينعم المؤمن فيها برضاه عن نفسه وعن خالقه وعنحياته .. وحتى ولو ابتلى أشد البلاء .. في صحته أو ماله أو أهله .. وماذا يبغيالإنسان منا أكثر من ذلك؟
    وانطلاقا من هذه الحقيقة اختص تبارك وتعالى أمةالتوحيد الصحيح الكامل .. أمة المصطفى عليه افضل الصلاةوأتم التسليم برحمات لاتحصى منها بل من أهمها القرآن الكريم .. الرحمة العظمى .. تلك الرحمة العامةالتيقبلوها دون غيرهم من أمم الكفر والشرك .. فغمرتهم دون سواهم .. هذه الرحمة التيتتجلى في القلوب فلا يشعر بها إلا منقبلها .. ويعمي عنها من رفضها وردها فلا يلمسلهاأثرا في نفسه ولا في غيره.
    ومن هذه الرحمات أيضا أن الحق تبارك وتعالى جعللأمة محمد في قلب نبيهم رأفة ورحمة بهم .. ولقد كان لرحمته صلى الله عليه وسلمبصحابته والتابعين ما لها من الآثار والنعم .. تلك النعم التي لم تنقطع منا بعثتهوإلي وقتنا هذا. فحسبه عليه افضل الصلاة وأتم التسليم أنه على المسلمين أنمن لايرحم لا يرحم .. وأن مثلهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى .. وقد قال جل وعلا:
    }لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْحَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"128"{ ) سورة التوبة(
    ومن هذه الرحمات أيضا أنه عزوجل جعل في قلوبهم رأفةورحمة فيما بينهم مما أشاع الود والترابط بينهم .. وفي ذلك يقول تبارك وتعالى:
    }ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّرِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ{ )سورةالحديد ـ 27(
    ويقول سبحانه أيضا:
    }مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْفِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُفَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَبِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا{ )سورة الفتح ـ 29(
    ومن هذه الرحمات أنه جل وعلايسر عليهم الحساب حتى يجتازوا الاختبار ويؤدواالأمانة التي حملوها باختيارهم .. فينتهوا إلي النعيم الأبدي الذي لا يعتريه شقاءولا كرب ولا ملل .. فمن جاء منهم بالحسنة ضاعفها له إلي عشرة أمثالها .. وإليسبعمائة ضعف .. ويضاعف فوق ذلك لمن يشاء .. ومنأتى بالسيئة فلا يجزي إلا بها، وفيذلك يقول تبارك وتعالى:
    }مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة سبتمبر 27, 2024 8:26 am